امتزاجية


و يكون في داخلي تلك السبل الهشة التي تلفظ العابرين .. تلك الينابيع التي لا تجف من الدموع... أكون تلك العابرة بلا صوت ..و الباكية بلا نحيب.. و المتألمة بلا تأوّه.. فتحكي عيناي عني كل الحكاية.. و يكون الصمت حينئذ غلاف الكتاب.. و أخفي بين جنبات روحي قلباً ثرثار..لا يهدأ .. يحدثني عن كل شيء و لا يترك لي فرصة النسيان لتفاصيل قد لا تكفيها الأوراق...قلبي كطفل..يبكي إن سُلِبَت منه لُعَبه الزهرية الرنّانة.. و يقفز دون مبالاة من فرط فرحةٍ تعبره... و يخالط الخيال دائماً ليرسم له حكاية تبقى ذكرى و إن لم تحدث على مسرح الواقع..أجدني واهنة أمام الحزن.. ثقيلة.. و غير آبهة بشيء...تماماً كشرفةٍ عتيقة..في زاوية مكان.. لا تطل على شيء سوى هواء صامت..تصدر له صريرها... و في ذات الحين تمتزجني تلك الروح المتفتحة.. المزهرة.. التي تعبر السبيل بعينيّ عقل.. أجدني ذات إصرار..و ضوء..ذات أمل واسع يمقت اليأس و الخوف مقتاً كبيرا..ذات إيمان متشبث بالأعلى مهما يكن..و يقين بأن الأمان يحيط بي دائماً و أبداً ما دمت على السبيل الصحيح..متناسية كل وهن لدرجة نفض غباره حتى عن الآخرين..فأكون تلك التي تشرع روحها للحياة..للزاحم..للشوارع المكتظة بالمفاجآت المنزوية..لأنها تعقل فقط أنها تؤدي لشيء يستحق..

تعليقات

  1. دعيني أخبرك ..

    أحيانا .. نحتاج روح الأطفال تلك ..
    التي تحزن لفقد لعبها الزاهية وتفرح أشد الفرح حينما تجدها وترسم خيالات عذبة قبل أن تنام كل ليلة ..
    ليس لإن روح الأطفال هي روح البراءة الخالصة .. قلوبهم تلك القلوب التي تنام بسلام لا تحمل هم الغد ولا حقد الأمس ..
    أحيانا نحتاج أن نعيد قلب الطفولة الأبيض في داخلنا .. لننعم بالعيش سالمين .. نعيش في حب ورغد وأمل ..

    اطمئني .. فأنت هكذا أفضل ..

    بوركت حروفك ..

    ردحذف
  2. أمجآد الدعوة

    ما أحوجنا للعيش بسلام و حب و رغد كا تصفين.. وما أحوجنا أحياناًأن نكون صغاراً غافلين..
    مطمئنة لأن الله جعل في قلوبنا تلك الفطرة..نضحك من العمق و نبكي كذلك من العمق..
    شكراً لله .. ثم شكراً لقربك, دمتي بخيرٍ جداً

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة