ما بين حياتي الكتابية و /كتابتي الحياتيه


أحب الكتابة...و أحب أن أعيش معها و أن أسرد كل ما أريد ثم أعاود قراءته و تأمّله لأكون الكاتبة و القارئة و الناقدة و المتذوقة في آن واحد..أحب حرفي .. و سطوري.. و أمقتني حين أتجاهل ذلك.. و أدع حياتي الكتابية بحجة كتاباتي الحياتية التي تنظر للكتابة كأحداث الحياة...على العكس حين تكون الحياة منبثة من الكتابة..

ربما حين تفرّق الكتّاب في أزقة كثيرة كتويتر و غيره.. و بدت حارات الكتابة العريقة...عتيقة..أو بمعنى أقرب...مهجورة إلا من ساكنيها ! كان هذا التجاهل..
لماذا يأتي الرأي بأن الناس تحب الاختصار و لا تحب الثرثرة..تحب قراءة المعنى في أقل عدد ممكن من الأسطر و الخربشات...وكأن الكتابة نشأت للاختصار و لتقليص المعنى في عدد من الأحرف...و في مربع صغير...و قد يختفي بين المربعات المتكدسة بفعل الضغط! لا أعني بأن ذلك يبدو سيّئاً أبداً.. لكنه متاح لمن يفضله... مع وجود من يفضل غيره! لماذا نترك مساحتنا الفسيحة و نتكدس من أجل أن يقرأنا الآخرون.. و بحجة ازدحام الشوارع هناك...

مؤخراً بدا شعوري تجاه الكتابة سابحاً بين السماء و الأرض..حائراً بين الدنيا و نفسي... بين صحوتني و بين غفوتي..أهوَ الحلم المنشود...أهوَ الفجوة الناقصة...أم هو السبيل الذي تم عبوره و كفى...أم هو الجسر الموصِل...و لا زالت التساؤلات في تناسل عقليّ ينتشلني من صمتي بين فترة و أخرى,


و رغم كل ذلك أجدني و بشكل مفاجئ أرسم لنفسي ألوناً لصفحاتي المستقبلية و عناوين لكتبي و تفكير لذيذ بعناوين فصولي فيها... لا أعلم,و لكنني رغم كل شيء مؤمنة بأن الكتابة في عمقي .. ولا يمكن لتلك النوافذ المضيئة أن تنسيني مذاق تقليب الصفحات الصفراء و الغرق بين السطور لأجدني هناك...مجدّداً... كما عهدتني,

تعليقات

  1. بشرى، وكأنكِ تنسجين بحروفكِ مشاعر أعيشها أنا، وغيري كثير..
    الكتابة حياة، تسرقنا منها الحياة الروتينية، التقنيات الجديدة، والكسل..

    ونحن نستطيع صناعة الحياة الكتابية من واقع الكتابة الحياتية .. فقط نحتاج إلى النظر بعين أخرى والإصرار =)

    ردحذف
  2. سرمدية النقاء

    فعلاً كلامك في مكانه و هذا هو المقصد, و لأنك تعيشين ذات الشعور إذاً فنحن نسعى لذات الحاجة... ألا و هي الإصرار كما ذكرتي

    شاكرة لتواجدك و كلماتك القيّمة.

    ردحذف
  3. "لماذا يأتي الرأي بأن الناس تحب الاختصار و لا تحب الثرثرة..تحب قراءة المعنى في أقل عدد ممكن من الأسطر و الخربشات...وكأن الكتابة نشأت للاختصار و لتقليص المعنى في عدد من الأحرف...و في مربع صغير...و قد يختفي بين المربعات المتكدسة بفعل الضغط"

    حروفك في هذا الموضوع .. أبلغت أكثر من البلاغة نفسها .. وصدقت في معانيها أجل الصدق وأسماه .. جميلة هي معاني اللغة في مقالك هذا .. صدقت وصدق حرفك ولا عدمناه .. وأتفق معك أن الكتابة حياة .. منها نستمد الكثير بعد الله .. وليست عبئا لتختصر .. شكرا من القلب

    ردحذف
  4. أمجآد الدعوة

    شكراً من القلب لك أنت.. لأنك ممن يقرؤني و ممن يجعلني أثق أكثر بأن الكتابة ليست عبء ولن تكون بإذن الله..
    لا حرمت قرب روحك و أثر إطلالتك في قلبي..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة