العربيزية


أثناء تصفحي لهاشتاق في تويتر #اليوم_العالمي_للغة_العربية2013  برغبة في الوقوع على أي جديد و مفيد من أجل اللغة العربية إلا أنني انحرفت جانباً لأجدني أتعمق في اصل العربيزية.... العربيزية هي اللغة الجديده التي ظهرت منذ عام 2000 ميلادي مع ظهور النقلة التكنولوجية و بداية ازدهار عصر الهواتف المحمولة بحجة عمومية لوحات المفاتيح في تلك الأجهزة للغة الإنجليزية فقط.. فلم يكن هناك حل لمشكلة من يريد الكتابة باللغة العربية عبر تلك الهواتف...لتكون الحاجة أم الاختراع حينها...فتم استخدام الأحرف اللاتينية لكتابة الجملة العربية....

في البداية و قبل كل شيء أنوّه لذكري آنفاً أن العربيزية "لغة جديدة" في الحقيقة هي ليست لغة و لا تستحق إطلاقاً أن تكون كذلك.. فإن قيامها لم يكن قياماً للغة مستقلة.. بل كان سداً لحاجة قد انقضت في هذا الوقت... و لا أريد أن أجزم بأن استخدام العربيزية الان قد يبدو أكثر من ذلك الوقت في حين كانت ضرورة لحل تلك المشكلة !!   مما زاد عجبي أن متصفح قوقل كروم يطلق العربيزية كأحد خيارات اللغات المتاحة للشخص..! و لم تكن تلك الخدمة إلا لكثرة استخدامها من قبل العرب و تداولها بينهم حتى في أبسط الأمور كأسماء البعض في مواقع التواصل الاجتماعي..تاركين اللغة العربية الأم ذات الأصول العتيقة خلف العربيزية المبتورة...

أشجاني ذلك جداً و لم يزل .. لماذا يكون ذلك و اللغة العربية من أغنى اللغات..أيعقل أن نترك جمال الأحرف و بحر المعاني و لغة الأصل و الدين الذي أمثله..لأطوق نفسي بأحرف و أرقام تجعل من الجملة كطفل يود النطق بكلمات ركيكة... قد يكون بحجة الجمال و لا أعرف بالضبط كيف يكون الجمال...أو بحجة التحضّر و هو المبرر الهش الذي لا يجد له سوى أن يُمحى من الأذهان..فلو كان التحضر يعني لهؤلاء شيء لفضلوا تعلم اللغة الإنجليزية بإتقان على الأقل و كانت لهم حافزاً لإنجاز كثير من الأهداف .. بدلاً من الوقوف في المنتصف بين العين و الزاي ...

في ذات الوقت أدهشتني رغبة الكثير من الغير ناطقين بالعربية لتعلمها للتلذذ بأحرفها و حضور الدروس و إن كانت عن بعد..و البعض يتعدى ذلك ليتعلم الفصحى و اللهجة المصرية في سنة واحدة ليواكب العامّة...شيءٌ يجعلك متعجباً لتبحث عن المشكلة في من بالتحديد؟؟!

ملاحظة:
الفيديو المعروض في الأعلى تم نشره في هذه السنة..أي أنه ليس حدثاً قديم..بل هو في هذا العصر بالتحديد الممتلئ بالشغف الغربي.

تعليقات

  1. حقيقة لم أسمع شيئا عن هذا الاستهتار قبل أن أقرأ عنه هنا .. مؤسف أن يكون أبناء العربية مجحفين في حقها لدرجة إنشاء لغة مشتقة منها عوضا عن تركها البتة والتحدث بلغة أخرى .. لا أفهم كيف يصنع بنا أبناء الغرب جبلا من الذل في كل شيء .. ابتداءا من اللغة وانتهاءا بالدين .. وكيف يؤلم أكثر تقدم نجاح خطتهم حتى هذه اللحظة لأضعاف لم نحتسبها ..
    يظل الأمل أن الإسلام دين عزة وخاتمته عزة بإذن الله ولغة القرآن لن تهان حتى آخر الزمان ..

    شكرا لتوعيتك ..

    ردحذف
  2. أمجآد الدعوة

    هو مؤسف أن يحدث ذلك أمام مرأى جميع المسلمين... و غير المسلمين كذلك,
    ربما نحن بحاجة لتوعية من أجل إدراك عمق الأمر على عكس ما يراه البعض بسطحية لا تتجاوز "مجرد ستايل" !

    شاكرة لك عبورك و تواجدك

    ردحذف
  3. أبشرك يا عزيزة، هذه الموضة الآن خفت وبدأ الناس بالتراجع عنها..
    وهي موضة حقا، يحاول فيها الشباب لفت الانتباه فحسب..
    حفظ الله لغتنا الجميلة بجمالها الآخاذ

    ردحذف
  4. سرمدية النقاء

    نستبشر دائماً بهذا التراجع,
    و حفظك الله و لا حرمنا إطلالتك النيّرة=)

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة