وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ


{ وَأَنَّ هَٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.الأنعام(٧)
و يظل ذلك السبيل واحداً .. ليس ثمة سبيل غيره.. يفضي إلى النجاة من كل شيء قد يواجهنا من السبُل الجانبية.. يخالج تفكيري ذلك المعنى الكبير للنجاة.. من الميل و الانحياد .. من التعثر .. من الغرق .. كيف يكون ذلك التيه قريب منا بدرجة الخطوات المتقاربة نحوه.. و كيف يكون بعيداً جداً بدرجة الأميال و المسافات.. 
ربما نسلك السبيل في بداية الأمر كما هو.. لكننا و لابد أن نبصر سبُلاً أخرى.. سنتحدث سنختار سنقرر سنحب سنتمنى سنتأمل .. حينها ستكون السّبُل أقرب إلينا.. إننا عندما نعبر السبيل حاملين بداخلنا حزناً لفظته الأحداث على عاتقنا سنكون في المفترَق.. البعض منا قد يحمله و قد امتلأ رجاء صادقاً بأن الله سوف يحط عنه ذلك الوزر.. فيكمل السبيل و ينجو.. و البعض قد يتخذ السبيل جانباً حيث الحزن المُهلِك.. حيث اليأس  و الغرق في الظلام فيتيه، إننا قد نحب فنكون في مُفترَقٍ آخرَ كذلك.. إما إلى الحب المزهر .. و إما إلى الحب المقفِر... إننا قد نحتار بين خيارين فيغدوا الخياران مفترَق لسبيلين سنعبر أحدها فننجو أو نعبر الآخر فنهفو.. 
كل ما يواجهنا في الحياة يحتاج منا الوقوف تجاهه باتزان .. الشعور حياله باتزان .. دون أن ننجذب نحوه بشدة فتلتقمنا تلك السبُل.. دون أن نبكي حدّ الوهن .. دون أن نرغب حدّ الطمع.. دون أن نغفو حدّ السبات.. و دون أن نلهوَ حدّ العبث..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة من منظور "زمّليني"

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات