قلوب يعقلون بها




‏{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا },تسللت إلى مسامعي هذه الآية في إحدى الليالي الماضية لأفكر في لفظ العقلان و نسبته للقلب ..

دائماً ما نتصوّر أن القلب يحزن يفرح يكتئب يضيق و يتسع يحب أو يخشى و نطوي جل المشاعر حول لفظنا بـ"قلب".. لكننا لا نشعر بالجانب الآخر دائماً,الجانب الكبير الذي قد يحيلنا نحن لأشخاص آخرين.. لأنه المميِّز  أو لأطلق عليه الفارق.أتت هذه الآية لتذكرني بهذا الشيء في القلب و الذي يفسر ذكر العقل بجانبه.. بشكل واضح رغم دقته...نسرده هكذا دائماً دون (وعي من قلوبنا) تجاهه... الآن تلقائيّاً ذكرتُ ذلك السبب الذي انبثق لأجله سؤالي في جملتي  "وعي من قلوبنا" ,,أجل قلوبنا هي التي تعي...


جاء لفظ العقلان مع القلب لأن الإدراك و العقلان و التبصّر في " القلب" , فقلبي يعي و يعقل و يدرك أو أنه العكس تماماً...فيكون أعمى,حين أكملت الآية بدا لي هذا المعنى أوضح { فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور}, سنقف كثيراً حين نضع الكف على القلب و نقرؤها مجدداً.. شيء غريب ذلك الشعور بأن القلب هذا و الذي يتعرّض لأشياء مختلفة من إنصات أو تحدث أو نظر فيتأثّر.. هو ذاته الذي يجب أن يبقى بخير.. ليكون منيراً يعقل و يدرك فلا يغلب عليه تأثّره بشتى العوارض المؤذية الداخلة عليه,بل يكون في أفضل حال...ليكون كما يجب  و يكون مهيأ للإدراك و العُقلان.ربما هو أمر ثقيل علينا حين نفهم تماماً بأننا نحمل مسؤولية أي شيء تتعرض له قلوبنا فينعكس على وعيه و إدراكه,,, ربما هو أمر ثقيل علينا بعض الشيء حين نعلم أن قلبنا هو نحن .. هو كل شيء من تصرفاتنا و إدراكنا أو ضلالنا,تماماً كما هو كل شيء لجسدنا و عروقنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة من منظور "زمّليني"

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات