أَنَا
أَكْثَرُ مِنكَ
} وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ
وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا{
34 الكهف
استوقفتني ذات نهار جُمُعة مضت هذه
الأية .. حين كنت أتلو سورة الكهف,لا أعلم لمَ بالتحديد هذه الآية توقفت عندها و
كأنني أتلوها للمرّة الأولى و لا أبالغ.. ربما لأنني كنت أتلوها مع سياق هذا المَثّل المضروب للرجلين و الجنّة و الثمر.. ولم أتلوها متفكّرة في معناها هي بالتحديد على حده..
فتأمّلت معناها ليقع في عمق القلب...
تلك النعم و الأرزاق تصل إلينا من الله
.. وحده .. لنتمتّع بها نحن...نفرح نبتسم و قد نجري من فرط السرور .. لأنّ الله
أعطانا أشياء جميلة تمنحنا السعادة و تجعلنا نحب الحياة أكثر.. ربما رفعناها
عالياً لنريها الجميع و نخبرهم بأن الله انعم علينا و نحن سعداء..جدّاً بها ..
فنظهرها للآخرين.. و الآخرون أيضاً سعداء بما لديهم.. هكذا يكون الجميع سعيد.. و
جدّاً
لكن ,ربما يختلج القلوب شعور غريب يحيل
كفّينا إلى مقابض شديدة تقبض على تلك النعم..و تحيل سيقاننا إلى أعمدة طويلة
لترتفع كي يراها الجميع.. و تحيل شكرنا لله .. إلى تفاخر و تعالي..فينطق الاغترار
فينا..."أنا أكثر منك" ! جميل
أن نحب ما لدينا و أن نرفع الشكر لله مع كل نعمة تنزل علينا و لن نوفيه.. أما أن
نكتظ جميعاً ملوّحين و يهتف أحدنا للاخر : أنا أملك كل تلك الأشياء الجميلة.. أنا
محظوظ...ربما لا تملك أنت هذه الأشياء مثلي .. و إن كانت لديك... أنــا أكثر منك
..." فهذا ما يجعل بالنعمة ... شيء آخر و هو الضد,
قلوبنا هذه تحتاج لأن تغتسل تحتاج لأن
توقن بأن الله يرزقها و يهطل عليها بالنعم لكي تزداد إيمان ... و شكر نقيّ..خالص..
لا لأن تنتفض فتشعر بأنّها الوحيدة التي تملك تلك العطايا فترمي بثوب الشكر الأبيض
و ترتدي ثوب التفاخر الرماديّ الحالك...لا يجدر بها أن تكون بهذا المظر .. لا يجدر
بها أن تفخر.. و تنسى تماماً.. أن تشكر.
اللهُم لك الحمدُ كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سُلطانك ..
ردحذفالحمد والشُكر له أولًا وأخيرًا ~
Meesho
ردحذفحمداً كثيرا..
شاكرة لك مرورك البهيّ العطر =)