الجرح
العميق
سوريا
.. الجرح العميق .. الغائر في القلب .. بقعة الألم الساخنة.. و الدمع الجاري فوق
الوسادة حيث لا يراه أحد .. و لا يأبه به القمر...قلوبنا باتت كالقطن من فرط
الحزن..كالوهن بعد القوة.. و كالسقوط بعد التشبث و التمسك..و بصرنا نحو
السماء..نحو الأمل بالله.. فكيف بك؟ كيف أنتِ..كيف صرتِ... كيف نحن...حين تتبعثر
الأجساد... و نحن هنا لا تصلنا سوى الصور المهتزّة ... كيف نحن .. حين نصف الأحرف
إليك و الرسائل..فتتمزق في الطريق...كيف نحن.. حين ندعو...ثم نغفو...ثم نصحو ..
على قطرة دم مجدّداً..كل الفتيات اللواتي يصرخن هناك أشعر بهن ينادينني ..أتأمّل
أعين الأطفال..فتحدثني أين أنتِ..أين كفّك..أين عطفك..بعد دعائهم الذي لم
ينضب..بأن الله فقط لهم...ألا يمكنني الاقتراب.. تقبيل الأطفال..حماية الفتيات في
حجرتي..و تخبئة الرضّع في سريري... ألا يمكنني ضم الثكالى بقوّة ..ألا يمكنني .. و
لو لنفس سوريّة واحدة...حِيال الأنفس الكثيرة هناك..؟ بين ذلك الصراخ و الصخب الموجع و وقع أقدام الأعداء الجارية في كل
زاوية .. و تصادم طوب المنازل و الجدران...و
احتكاك الحديد ...أسمع صوتاً جاء بوضوح.. منذ أربعة عشر قرناً...متى نصر الله ..
فيجيب الله... ألا إن نصر الله قريب.
تعليقات
إرسال تعليق