ما ودّعـك
ما أجمل هذه الآية .. ما
أحلاها .. ما أعظمها.. ما أكبر حجم الطمأنينة فيها..كل الأحزان حين أضطرب تذيبها .. كل الشعور بالظلمة يزول
فتريح نفسي و تضيؤها..هذه الآية بالذات جعلتني أتصوّر حزن النبيّ عليه الصلاة و
السلام حين حزن لتأخّر الوحي .. حين لفّه القلق و الشعور الخافت داخل النفس..
فنزلت على قلبه .. أنه ما ودعك ربك... ما ودعك... ما ودعك..
كل الغنى تشعر به .. إن
تلوتها...لا تريد شيء..لا ترغب بشيء..لا تشتهي شيء.. حتى حزنك تنساه.. فقط تريد
ذلك القرب... لا تريد الابتعاد عنه... تخاف من ذلك البعد,, أن يحدث دون أن
تشعر...و أنت تسير وسط هذه الشوارع بين أناس كثر و خيارات أكثر و أمور تحسم لك
النهاية أو تقرر لك البداية... فتشعر بالتيه بالرغبة في القرب ..لاقتباس النور و الطمأنينة
..,,يزورك ما يزورك من حزن .. فتأتي كالبشارة لحزين...كالمطر .. لعطشان... كالجنة
بعد الجحيم... كالعسل... على موضع الجرح تماماً..
لا ينبغي علينا أن نظن أننا تهنا..أننا وصلنا للجدار..قد يكون خلفه سبيل آخر..لمَ لا نفكر فتح باب وسط هذا الجدار..؟ لنكمل الحياة...كثير ما نحزن لأمور في حياتنا..لأنفسنا..لأشخاص يعيشون معنا..قد يعانون من شيء يحزنهم...في لحظة ضعف قد نقول قد أقول و قد تقول..كيف لحياتي أن تستمر؟؟ تتحسس الجدار بكفّيك و تقول ...لا أستطيع فعل شيء.. لا أستطيع الاستمرار فقد تهت...أنا حزين و أقف وسط الظلمة..أنا أرغب بشيء...لا أعرف ماهو..
ربما يجيء هذا الشعور.. وهذه النظرة لأن ما في القلب..طغى على جوارحنا..فأصابنا بالوهن.. و على أعيننا فلم نستطع إبصار ما حولنا.. طغى على إدراكنا فلم ندرك..أن كل هذا العالم إن ودّعنا ورحل بكل أفراحه و خيباته..بكل أشيائه و تفاصيله...لم يودّعك ربك..
هو الله ...لا
تبتعد..فهو لم يودّعك...اقترب ستسمعها بوضوح...ما ودّعك.. و لن يودّعك بمشيئته...
ما بقيت هنا
تعليقات
إرسال تعليق