العيش في الرّيف


مادامت الحروف تفتح أبواب للأمنيات فسأتمنى.. أتمنى أن أبتعد عن كل الصخب عن كل الجدران المزركشة عن كل أكوام الترف المحيط بنا عن كل الهواتف المندسّة في كل زاوية.. أتمنى أن أبتعد...لدرجة النسيان..أن أنسى هذا العالم..لأن العالم الذي رحلت إليه شغلني بعيشه و تفاصيله... أرغب العيش ببساطة..من غير دواعي التكلفة..من غير الوسائل التي تدّعي جلب الراحة و هي تجلب الكثير من التعب..أود العيش في الرّيف.. الإستيقاظ صباحاً ..  إلقاء تحيّة على الهواء المنبعث من النافذة... ارتداء فساتين هادئة .. كلون السماء هناك تماماً... تأمّل أكواب الشاي.. و الحصان البنّي... الركض و الجري بخفّة... مداعبة الطيور..إطعامها... جمع البيض... و حمل الحليب و الماء.. كل هذه الأعمال تشعرني بالراحة رغم الجهد الذي تسلبه... كل تلك التفاصيل تغمرني هذه اللحظة... ربما بفعل الصور العابرة من سنوات سابقة حين كنت أتجوّل وسط حقل فراولة طبيعي... حين كنت أسكن الكوخ... حين ينبت الزهر الأحمر القاتم خلف النافذة من الخارج لا من الأصيص !! إنني و في كل مرة أجبر نفسي على تحقيق أمنية جميلة.. بابتعادي و لو وسط المنزل.. عن شواغل العالم الحالي... لأعيش في الرّيف و لو في هذه الصفحة !

تعليقات

  1. حقاً نحتاج الهدوء بعيداً عن زخم الصخب المحيط
    وإن لم نذهب للريف في الواقع
    فليس لنا إلا أن نجعل قلوبنا ريفاً ..

    ردحذف
  2. أمجآد الدعوة

    "فليس لنا إلا أن نجعل قلوبنا ريفاً .."
    هذا قلب تدوينتي .. يبدو أنّك فهمتي أحرفي جيّداً هنا فهذه الجملة تختصر التدوينة بأكملها

    أضاءت المدوّنة^^

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة من منظور "زمّليني"

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات