إن شكرتم
قلوبنا لا تهدأ أبداً لا تفتأ أن تذكر كل شيء..
و أن تفكّر في كل شيء... في ما هو أمامنا ..فيما هو بين أيدينا.. يشغلها و يزحمها
كل شيء حولها... و أشياء كثيرة اعتادتها..تفكّر في التفاصيل الجميلة .. تفكر في
العطايا الجليلة..تفكّر في النّعم,يحدّثني قلبي دائماً عنها... يسألني عن
حالها..عن فقدها.. عن قربها.. عن بعدها,لأختلي .. وأبدأ بالبحث عن كلمات
تصطف..لتجيب قلبي و تتشبع شغفه...
حين أصحو في هدوء.. لا شيء يبعث بي للأنين أو
التقلّب من ألم..حين أنصت لصوت العصفور في
أذنيّ.. لا صوت آخر سواه..كصوت الضجيج أو الصراخ..حين أكون على مقربة قلبية من
رفيق قلبي...لا يربطك به مسكن أو جدران...لكنّه يحضر كل يوم في قلبك.. حين أتأمّل
جبين أمّي الذي أقبّله كل نهار... يبدأ الحديث..عن أشياء تزدحم في الداخل... لتحدث
تساؤلات عريضة... هل حقاً مخاوف الفقد ترتاد
قلوبنا.. بُعد أشيائنا الجميلة.... و
تفاصيل اعتدنا عليها .. و أرواح نعيش
قربها...هل حقاً نحن نخشى عليها؟ ربما ..نحن
نخشى ..و نخشى.. ولكنّ أمورنا الجميلة كلها و تفاصيلنا التي نخشى عليها... هي في
الحقيقة تهرع بعيداً.. لتحتمي عند هذه الآية تاركة خوفنا لنا..." مَّا
يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ
اللَّـهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴿١٤٧﴾ " تحدّثني هذه الآية.. تجيب على قلبي... تقول لي..ما
يفعل الله بعذابنا إن شكرنا نعمه... هباته.. أشياء جميلة نعيشها.. هدوء
يلفنا...أبواب تفتّح لنا...أبوان يرعياننا...روح تقطن في زاوية القلب... و وسادة
تحتضننا كل مساء.. ما يفعل الله بعذابنا.. إن شكرنا نعمه و آمنا به ؟ و الاستفهام
هنا...يعني..النفي,,أي أن الله لا يعذبنا .... لن نبكي... لن نخشى...لن نهاب الفقد
.. لن يكون القلب في اضطراب التساؤلات... فقط إن شكرنا.. أفكّر دائما في حجم ذلك الشكر..
لأجده هبة تستحق الشكر..
كل أشيائي الجميلة .. كل تفاصيلي التي أحبّها..
كل روح تحيط بي...ذلك الشكر..يحيط بها... يحميها... بل يزيدها... ويذهب بضعفنا و
قلقنا..إلى أقصى الدنيا.. أفكّر دائماً في القليل الذين يشكرون و يشكرون.. و
الكثير الذين لا يفتؤون أن يطلبوا المزيد و يتذكّرون كلّ شيء يرغبون به.. عدا
الشكر على ما لديهم.. ما حال هؤلاء.. و ما حال هؤلاء..؟
تشرّع في قلبي نوافذ راحة... استنشاق... سعادة...
حين أكون مؤمنة بهذه الآية بالذات..نحن بخير و أشياؤنا الجميلة بخير.. ما دمنا
نرفع الشكر...ليهطل علينا بالأمان التام و الحفظ..لنا و لكل ما نحتويه.. ويحتوينا...
تعليقات
إرسال تعليق