فـقــد


في نهار الجمعة السابقة أيقظني من على وسادتي رحيل جدّي لأعود إلى وسادتي فوراً أستشعر الخبر كالحلم و أنتظر الصحوة في أسرع وقت لكن البكاء حسم الأمر لأجد نفسي في الواقع.. كان صباحاً بارداً ممطر بالدموع .. كان صباحاً مفاجئ.. تماماً كالغيث حين يهطل دون سابق إنذار بقطرات قليلة... كان الفقد يجول في أنحائه.. يربّت على كتفي و على الجدران و الأريكة .. كان المكان...لا مكان،
كنت في حاجة لصلاة .. لإرسال دعوات إلى الله..للأعلى قبل أن ينزل جسد جدي للأسفل.. كنت في حاجة لأن أقول الكثير عنه.. لكن اللسان و الجسد وهَنَا في بضع دقائق.. ليرسلوا  كلمات عابرة مع كل اليقين بأنّ  أبواب السماء سوف تُفتَح لها..
في المساء بدت الأزقة مزدحمة.. الأوجه كثيرة.. و البكاء و الاسترجاع يغشى الجميع.. وجه أمّي الفاقدة .. يحمل دمعات صادقة من أجل الفقيد... كان المكان... أوجه.. دموع.. صمت و ...أماكن.. 
حين عدت لوسادتي مجدّداً.. بدت هذه الدنيا كطير.. حلّق بعيداً... أو كسحابة..هطلت .. ثم رحلت سريعاً.. بدت كحكاية قصيرة... بين دفّتيّ كتاب... بدت بشكلٍ مختلف.. حينها كان الحديث شريدي...و كان النوم فقيدي..

تعليقات

  1. البقاء لله حبيبتي :(
    لن أطيل عليكِ بكلمات التصبير لأني على يقين بأنكِ ثابتة ومطمئنة بهدهدة رحمة الله على قلبك، رحم الله جدّكِ وجعل مُنزَله فردوس وآنسه بـ ريح الجنة الطيبة..

    أريد فقط أن أقول أنني هنا.. بجانبك
    ولولا المسافات لضممتك وربتت على كتفك أن لا بأس .. كل مايشائه الله خير :)
    أخرجي من هذه التجربة الموجعة بأكبر كم ممكن من التعلُّم والقوة والخبرة

    السلام عليكم

    ردحذف
    الردود
    1. ماذا فعلتي بي يا نيلي..
      كلماتك ألغت من إدراكي كل المسافات
      الأنهار و فضاء السماء
      رأيت قلباً فقط و صدق و حب و قرب..
      جعلانني أدعو لك..كما فعلتي،
      العالم يغدو كقلب صغير ينبض بداخلك
      إن قام أحدهم بإشعارك بأنه قريب..لدرجة الحضن و المواساة
      هذا شيء يستحق مزيداً من دموع لكنها دموع سعيدة
      فلا مكان للحزن
      نيلي أقول شكراً و لكنها خجلى أمامك يا حبيبتي..

      حذف
  2. الفقدْ يسلبُ لونا زاهيا من الوان الحياة .
    رحِم الله جدك وأسكنه فسيح الجنات والله مع الصابرين

    ردحذف
    الردود
    1. آمنة
      صديقتي
      شكراً لدعواتك الصادقة..فكل دعوة لجدي تثلج صدري و تفعل به الكثير..
      حفظك الله و حفظ قربك يا رب،

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة