اثنان و عشرون .. فجراً,



هذا اليوم يليق به حديث طويل،، كطول السنوات التي عبرتها و عبرتني،، لأحكي عن اثنتي و عشرين سنة .. حسناً.. في مثل فجر اليوم .. كان مولدي.. و كان انفصالي عن جسد أمي .. لتودع جزء منها فيني.. فيحتاج هذا الجزء لموطنة الذي انبثق منه... ليقترف الإياب المتكرر  إليه غير آبه بحجم الفرق أو بعدّاد الأيام المتناسلة!

طلبت من أمي اليوم أن تحكي لي "عني".. بدل أن أحكي لها أنا في كل مرة  "عني" و عن أشيائي الكثيرة..و عن الناس الكثر.. كان حديثاً عابراً تنثره .. لكنني كنت أتأمل الصور و الفجر المنبثق و صوت أمي..في ذلك اليوم،، 

لا أعني بذلك شموعاً مصطفة،، أو أمنيات أشعلها حول كعكة كبيرة،، بل أعني توقف،،
وسط سير السنوات و العمر المسرع جداً،، أعني تأملاً لكل الحقائب التي أحملها و ما فقدت منها.. فأقوم بعدّها من جديد.. أعني بكل هذا ،، سلّمي و عتباته،، و قلبي و حكاياته.. و أخيراً كتابي.. و صفحاته،،

السماء تهطل بالعطايا من الله.. لتثمر فيني عهد أجدده في كل مرة و أسقيه.. يوقدني بالبذل ،،كي أحيا كما يجب .. أو لأقل.. "لكي أكون  كما وعدت نفسي بأن أكون!! لكي أكون " أنا"..و لن أكون "سِواي" ...

*صورة التقطتها في فجر يومٍ رطب,

تعليقات

  1. و لن أكون "سِواي" ...

    جميل هو شعور الثقة الذي أحسست به في هذه العبارة بالذات ،
    لتغنيني عن مشاعر المقال كاملة ،
    جميل أن تتجدد الثقة كل عام
    لتتجدد مبادئ الثبات على القيم بوضوح ونظرة حيادية أكثر ،
    جعل الله أيامك عامرة بطاعته

    ردحذف
  2. بالتأكيد،،
    و الأجمل دعوات نرفعها بأن لا تزل الأقدام،،
    أبداً،، و أن نكمل الدرب برفقة مشاعل..
    أثق بأنها لن تنطفئ..بإذن الله..

    و أيامك يارب عامرة بالرضى و السعادة"الأبديّة"
    :)

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة