
الهاوية ... في آخر الطريق ! عند الفجر كنت أقرأ,صادفت هذا المقال لسيد قطب رحمه الله,كان أكثر من أن أصفه,و كان أبلغ من أن أغلق الكتاب و أمضي..فعدت ثانية لأنقله من الصفحة التي بين يديّ إلى الصفحة التي أمام أعينكم... "تبدأ الجريمة بسيطة خفيفة لطيفة.. اختلاط بريء تحت إشراف الآباء أو غيرهم من المشرفين.. ونزهات لطيفة أو نواد ظريفة، ولا بأس فيها من إتاحة شيء من الخلوة " البريئة " بين شاب وفتاة. وما الذي يمكن أن يحدث في خلوة كهذه بريئة وعين الرقيب على بعد خطوات.. أو حجرات؟! ابتسامة من هنا وكلمة إعجاب من هناك؟ وضمة خاطفة في غفلة من الرقيب؟ وقبلة طائرة تطفئ الغلة أو تشعل اللهيب؟ " يا سيدي "! ثم يحدث ما يحدث في الخمر.. ( الإدمان ).. الكأس الأولى تصبح بعد حين تافهة ضئيلة المفعول. لا بد من كأس ثانية. والقبلة الأولى تغري دائماً بالمزيد، لا يمكن أن تتوقف، ليس ذلك من طبائع الأشياء. ولكن الجيل الأول مع ذلك لا يسرف في الجريمة، ولا يصل إلى الإدمان المجنون. هنالك الشخص الواقف في داخل النفس بالمرصاد، ومعه العصا ينذر ويحذر ويهدد بعظائم الأمور...