هـديــل " عمر تدويني مديد "


هنا هديل, وهديل فقط,ذلك الفكر العميق في أرجائه والكبير حقاً, لم تزل منذ رحلت باقية بفكرها بحروفها لا يكل الكثيرين من إعادة تسطير نصوصها وتوقيع اسمها في أسفل كل اقتباس, تلك النصوص تجبرك على التوقف لقوة معناها, عدت بنفسي لأوقات متأخرة من حياتها التدوينية,من هي كيف كانت الحكاية والحياة التدوينية كيف كانت القراءة والإطلاع لديها و أخيراً كيف كان النجاح ! ذلك التدوين النابض بقوة..

حين أدرك الجميع عظم ما تقول و قوة ما تلمح له استحقت تلك المقابلات المتكررة والحديث الطويل عن هموم الأمة و كيف هو تحليل ما يجري من حول العالم..
كيف كانت تلك التدوينات راسخة إلى الآن وكأنها تتحدث عن أحداث اليوم, وما يجري فيها... بالضبط وكأنها دونت من وقت قريب, وقفة أمام النصوص كلها جمعاء التحليلية القوية التي توحي بكثير من الوعيّ, والأدبية تلك التي تحمل الشعور الشفاف المرهف, و التمثيلية التي تتحدث على المنصة الخشبية لتجسد أمامك المعاني لتصل الفكرة بأسلوب اختارته هي ليصل ذلك المعنى من ذلك العقل المدرك, لتثبت تلك الوقفة أنها أنموذج تدويني قويّ... بالأمس سقط فكري على هذا النص الذي دونته لأجده موجع ويقف على حافة القلب الوجل...
عندما أرى صراعات تتوالى بين تيارات مختلفة في هذا البلد، كل تيار يتحدى الآخر، كل فئة تحاول أن تحصد نقاطها عبر تنفيذ أجندتها الخاصة، ولكٍل جمهوره وأتباعه؛ ينتابني سؤال كبير: نحن الذين نؤمن بقضايا ونتبنى الدفاع عنها، ونخوض المعارك من أجلها، هل نجد الدعم من الآخرين لأنهم يؤمنون بذات القضايا؟
أم لأننا ورقتهم في ربح المعركة الحالية، ومتى ما احترقنا، سيجدون أوراقاً جديدة يلعبون بها؟
هذا ما يريده العالم بالضبط, عقل كبير يستغل غفوة الكثيرين ليخطط ليحلل لينطق ويتحدث ولا يخشى الباطل..ما يحتاجه العالم للنهضة هو جيل ذكيّ يقوم بفكر ِه الحيّ ليحيي من يحتاجون إلى الحياة,ليكون جسد مكتمل تدب فيه الحياة بقوة, وليخرس من يستحقون الصمت إلى الأبد...

من يدرك أهمية وعي الفكر, و يقظة الضمير, ومن يؤمن بأهمية إحياء النهضة من داخل كل شخص يعيش لأجل هذا الدين,,,؟؟ كل ذلك هو ما دعاني للقول بأن هديل رحمها الله كانت واعية وتدرك تلك الأهمية بشكل جليّ.. و بسعيّ يشهد على ذلك...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة