ثلاث جواهر مفقودة

كم هي قريبة من قلبي تلك الأعمال التي تصيغ الواقع بإلهام سينمائي أو تعميق إنساني، لا يمكنني تجاوزها دون الاستلهام منها والتوقف عند مشاهدها وشواهدها. بالمناسبة، دائمًا ما أشعر بأن في داخلي شخصية مخرج سنمائي، يقرب العدسة على أدق التفاصيل التي تحقق هذا المعنى في الملامح والتعابير العابرة، في تفاصيل المكان والشبابيك والضوء والأرصفة والستائر، في أطراف الطبيعة وصمتها الناطق. ونتيجةً لذلك أقوم بإيقاف اللقطة حين مشاهدة تلك الأعمال، وأعيدها، وأتاملها،وأحيانًا أوثقها وأحتفظ بها، فأمتلئ بشعور مختلف يتلبس شعور المخرج تمامًا وهو يقف خلف العدسة ليقرر هل هو راضٍ عن آداء هذا المشهد؟ هل وصله الشعور كاملًا كما يحسّه؟ هل تلقى رسالته بعنفوان المعاني والحس الإنساني؟ هكذا أًشاهد. آخر ما شاهدت من تلك الأعمال قبل أسبوعين تقريبًا هو فيلم قديم، لكنني شاهدته لأول مرة، وأظنني سأعتمد مشاهدة الأفلام القديمة الأصيلة وإن كانت بإخراج لا يُقارن بجودة إخراج الوقت الحالي، لكنها تنافس إنتاج اليوم في دقة صياغته وجودة معناه وعمق رسالته، حتى الإنتاج التصويري الركيك والأصوات المشوشة أو الإخراج في مستواه الأولي يرضي ذائقتي وي...