زهور ديسمبر – يوميّــات
شهر ديسمبر بدأ ليلته الأولى بهدايا وبالونات هيليوم وباقة ورد، كانت مفاجئة لطيفة في جوّ حنون من أسرتي لخطوتي المهنيّة، حرصتُ جدًا أن تمتد حياة تلك التفاصيل، أطلقت بالونات الهيليوم في السماء بعد أن خططتُ عليها رسائلَ القدَر، أما الزهور فقمتُ بفرز أصنافها في مزهريّات مختلفة، انتهى بها الأمر بأن يكون ورد الجوري في منتصف غرفتي، وزهر اللؤلؤيّة ( الذي التقطته في الصورة العلوية) في الزاوية اليمنى بقرب المذياع ومكتبتي، أما زهور الأقحوان فضلتُ بأن تكون على مقربة مني، على سطح مكتبي الذي أعملُ عليه، فكانت الغرفة طيلة الأسبوع بستان متواضع. بالمناسبة، العناية بالورد تتطلب مجهود خاص، فهي تختلف عن نباتاتي الخضراء الكثيرة التي عاشرتها زمنًا طويلًا، والتي أقوم بريّها كل جُمعة وتتمتع بقناعة عالية بهذه العناية الأسبوعيّة، وتمارس النموّ بشكل زاهي، حتى بدأت تتدلّى من على رف النافذة إلى الداخل، وعلى الكتب، وبقرب إنارة المكتب. أما الورد، فوضعه مختلف، وغروره مختلف، فكنتُ أقوم بنقل تلك الزهريّات نهاية كل ليلة إلى الثلّاجة وتغيير ماءها وتشذيب أوراقها. لا مشكلة، فالشعور بالزهوّ عند تأمّل تلك الزهور الضاحك...