في مطلع فبراير الماضي كنت أقرأ كتاب المدينة الوحيدة لأوليفيا لاينغ، لم تكن لدي أي معرفة مسبقة بالكتاب وكان لقائي الأوّل به في مكتبة جرير حين كنت منهمكة في العثور على كتب قائمتي التي جئت لاقتنائها، وبمجرد انتهائي هممت بالخروج من متاهة الأرفف والتوجّه إلى المحاسبة، لكنني وبصدفة محضة التفت لأجد المدينة الوحيدة تتربع وسط أحد الأرفف وتلك الشمس المتوهّجة بألوانها الثلاث تغريني لالتقاطها، عدت مسرعة لاقتناء الكتاب (فقد صرت أثق بالإلهام والانجذاب من أوّل صدفة تجاه الكتب بعد تجربة ناجحة للحدس المفاجئ وغير المسبق مع كتاب رائحة المكان). في الحقيقة لم أكن نادمة لقراءتي هذا الكتاب فقد كشف لي عن أمور عميقة تختبئ وراء مصطلح الوحدة وحقائق كثيرة تتنكّر وراء المشاعر والتجارب الإنسانيّة. لم يكن الكتاب كتاب علمي بل هو أقرب ما يكون لتجربة شخصية لمؤلفته أوليفيا لاينغ والتي قررت الانتقال من موطنها في لندن لتعيش في مدينة نيويورك للبقاء مع شريكها، لكنّ علاقتهما لم تستمر، فقد تركها شريكها راحلاً خارج المدينة لتبقى هي في مواجهة مدينتها الجديدة ووحدتها الجديدة معًا بعد علاقة باءت بالفشل. كانت تجربته...