المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٩

غربة النفس

صورة
أحياناً يبدو الإنسان غريباً عن نفسه، فيظل متسائلاً عن أفعالها و أقوالها و ظنونها، ثم يعود متفهماً لما اقترفته و مؤيدا، لكنه سرعان ما يعاود الكره و يتعجب مجدداً من نفسه التي تبدو وبشكل أدق هي الغريبة عنه، و كأنها طفل عنيد يأبى إلا أن يفعل ما يملي عليه هواه. لا يبدو ذلك التعجب من النفس أمراً مشؤوماً، هو في الحقيقية أمراً محسوماً، فتغير النفس و تصرفاتها يتولّد جرّاء المجريات و المعطيات من الحوادث و الأزمنة و الأشخاص، فتكون النفس متشكّلة على ما مضى من معتقدات و تصوّرات نمليها عليها طيلة الفترة الماضية، حين لم تواجه بعد ما تواجهه الآن، فيأتي الحاضر المختلف ليجعلها في حيرة و تردد للانطلاق قدماً أو الالتفات للخلف ندماً. إن تغير النفس خلال فترات الحياة المتقلبة سلاحاً ذو حدين، فقد يكون تغيرها القشة التي تقصم ظهر كل ما مضى من أمور حسان، و قد يكون تغيرها أمراً طبيعياً لمواجهة العنفوان .. وخوض تجربة الحياة و التعرف على ما هو جديد، فالنفس ليست كالجليد، بل هي كالماء المنساب الذي يتشكل وفق منعطفات الجداول و الصخور.. سعياً للتجلي و الظهور. و سيظل الإنسان و نفسه في صراع مستمر بين جذور الماضي ...

أقصوصة: تردد

صورة
لم تكن تعي بأنها تحمل الكثير من الكلمات حتى غادرت المقعد بعد منتصف النهار وعادت إلى المنزل بسيل من الأفكار. حينها أدركت بأنها تود قول شيء.. بل كل شيء. لم يعد الوقت مناسباً الآن.. فبعض المحادثات مع بعض الأشخاص تكون مقيدة ضمن فترة المعرفة والهدف من التعارف وغيرها من الالتزامات التي تحتم على المرء الانصياع وراء بعض السلوكيات المشروطة. انها تعي بأنها يجب أن تقول ما بداخلها من ثرثرة، لكنها سوف تندم حتماً كونها تنتهك اللائحة الشرطية. فضلت أن تلزم الصمت ريثما يحين الوقت المناسب. بالمناسبة، الأوقات المناسبة لا تأتي، هي فقط تحين حينما نقرر نحن أن تكون أوقاتاً مناسبة حتى وإن كانت اعترافاً بشعور بعد فراق، أو إنقاذاً للحياة في آخر لحظة، أو غيرها من الحماقات التي نلقيها على عاتق الأوقات المناسبة. لكنها بالرغم من ذلك ظلت تنتظر اليوم التالي. لم يأت بعد ذلك الصباح، فالليل يبدو طويلاً وطويلاً جداً حين تترقب نهايته. وبعد ساعات، ومع إشراق فجر اليوم التالي، بدت الحياة سريعة في نظرها، ارتدت ثيابها والتقطت هاتفها وحقيبتها ومضت بخطى عجولة وذهن متردد. ها هي تثمل أمام ردفة الباب الخشبية، والتي تتحرك...

#أقصوصة

صورة
لطالما أحببت الحكايات، فمنذ الصغر وأنا أميل إلى الاعتكاف على الأوراق وسرد القصص بشكل رسومي أو كتابي. وظللت أهوى قراءة الروايات والحكايات إلى اليوم خاصةً تلك التي تميل إلى تجسيد الشعور ونقله إلى القارئ بصدق وحرارة وكأنه يعيش وسط الموقف المعنيّ. من هذا المنطلق، أحببت كتابة القصص هنا في مدونتي كونني أتطلع إلى المزيد من إتقان سردها وقوة طرحها وحبكتها. قررت تخصيص تسمية جديدة ضمن تصنيفات مدونتي العزيزة أسميتها " أقصوصة " لتضاف إلى رفيقاتها " شباكي " " في الساحة " " مرفأ " " بين دفتين ". سيضم قسم "أقصوصة" حكايات من وحي خيالي الخاص و التي تنبع من الإلهام والقراءة والاطلاع على مختلف الحكايات والمواقف والمشاعر. سوف أسرد مختلف الأقاصيص التي من شأنها أن تقوي إحساسي القصصي، فأنا أجد في الكتابة ممارسة تعليمية لما أود إتقانه. تمنياتي لكم بقراءة ممتعة =)