أعود مجدّداً
مع تقلّبات أيامي بين الازدحام و العبور المضني و السكون الواهن أقف دون الافلات بالقلم و دون السماح لسيل الحبر كذلك.. حتى أكون كما اعتدت .. و كما اعتاد الحبر أن يسيل .. و أن يسكب طريقه على ما اعتاد من رسم أحرفي .. و مع هذا و ذاك إلا أنني كلما طالت تلك الأيام .. كلما اشتدت قبضتي على قلمي .. و كلما انحبس الحبر وفاءاً و وعداً لأن ينتظرني .. أعود مجدّداً .. إلى منزلي .. فآتيه مرّات .. بهدوء .. أدخل و أغلق الباب خلفي لأجلس و أسمع صرير نوافذه .. و صافي هوائه المتخلل في جنباته .. و إن لم أتفوّه بكلمة ,, فإنني أحب مجالسته .. و إن كانت صامته .. أعود مجدّداً .. لأنفض القلم .. فيقطر الحبر بشوق .. كقطر المطر هذا الشتاء .. قطرة قطرة .. بشكل ضئيل .. و حتى ينهمر .. بشكل جميل .. هكذا سأكون.