نور الله
في ظِلال معيّة الله نور، وفي مفارقته ضلال، الله، لفظ الجمال والجلال، منبع الحب، أصل السكينة، وبلوغ المُحال. الروح من روحه، والجسد طوع اصطفائه. مرعبةٌ تلك الفكرة التي تحتمل تخلية الله بينك وبين نفسك، أن تنفصل عن المَدَد، أن تسبح وحدك في اللا حد، لا ترُوى رغم بحورك الغزيرة، ولا تجد مخرجًا رغم الأبواب المشرّعة، ولا تلتمس أُنسًا رغم الجموع. فكرة اللا اصطفاء، فكرة التخلّي، وأن تكون أنتَ، ونفسكَ المحتالة، ودنياك المختالة.. كل الحكاية. تقف الدنيا على قلبونا، بكل ثقلها، بكل مباهجها ومواجعها، بكل ركامها مما نحب أو ما لا نحب، تقف على قلوبنا، على جفوننا، على أطراف أصابعنا، نسير بها، أو نُسيّر لها، كما لو أنّها نحن، كما لو كانت بدايتنا والنهاية، ونَنسى فنُنسى. ننسى عالم النور، ذرّات البشر، ولحظة الميثاق، ننسى أننا كنّا هناك، قبل المجيئ إلى عالم ملغّم بالنسيان، أو التناسي، عالم يؤول إلى التلاشي، لكننا لم نزل نصدّقه بفكرة الخلود. فنحن نجيد الإيمان بما نراهُ، وترهقنا فكرة الغيب، ننغمس في الموجود، ونميل إلى المُشاهد، ونركنُ الروح في الطابق السفليّ من الذكرى، تحت أكوام من الموجودات، وهي تستجدي ...