أنا والهواء
أنا والهواء، وقليلٌ من بكاء.. قد استحال كثيرًا بعد الإنصات لأغنية عابرة نبشت جرحًا ظننته محض توافه متراكمة، لكنه لم يكن كذلك.. أشعر بتلك العواطف وهي تهزني بلطف ككف أم تنفض عن صغيرها ثقل شرقته وغصّته.. أشعر بذلك الدمع وهو يتشكّل تحت جفنيّ، ثم يتقاطر، شعورًا..شعور. وأشعر بتلك الخفّة التي تحيط بي وتبارك التخفف مما أثقلني، والذي كان يحول بيني وبين التبسّم والنشوة. وشاحي يرفرف بخفّة حولي، يعانق عنقي، ويبعثر شعري بفعل النسيم، وكأنه يحاول احتضاني، وقدماي تأبيان المسير، لأقف في مكاني، وأواجه عواطفي وأمارس حزني. كم أنا مرهفة تحت سطوة الشعور، وكم تبدو السماء صافية، وحانية، وهي ترمقني وتشهد بكائي، ولا تؤنبني لذلك، بل ترسل المزيد من الهواء، لأتنهد. فكل شيء يبدو قاسيًا في هذه اللحظة، الظروف، والأمنيات، والأصدقاء، والغرباء، والعابرين، والحكايات، كل شيء يبدو مُكلفًا لأن تواجهه وتعطيه من ثمن روحك وقلبك. كل شيء يبدو أكبر منك، حين تستصغر حزنك، وتزعم بأنك بخير، وبأنك تقدر، وتستطيع. لذا ظللت وحدي، أنا والهواء.. وقليلٌ من بكاء.. قد استحال كثيرًا.