المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٩

ستان وأوليفر | العمل بروح واحدة

صورة
شاهدت الفترة الماضية فيلم STAN AND OLLIE والذي يحكي سيرة الثنائي الكوميدي لوريل وهاردي الشهيرين بأعمالهما الكوميدية في أوائل وحتى منتصف القرن العشرين. الجدير بالذكر أن الفيلم لم يركز على السيرة التاريخية وكيف تسنى لهذا الثنائي أن يحقق نجاحاً باهراً حول العالم من الصفر، بل قفزت حكاية الفيلم ستة عشر عاماً، حين شاب الرفيقين وعادا للعمل مع بعضهما بعد المشاحنات التي واجهاها في الماضي والتي تكدست كمشاعر دفينة حتى بعد مرور كل تلك السنوات لتحول بينهما وبين صفاء امتزاجهما لأداء أعمالهما بسلاسة وعفوية كانت تعد الميزة الأكبر لنجاحهما على خشبة المسرح. ما أثارني في هذا الفيلم عمق تصوير العاطفة والتجانس بين الصديقين أو أي شريكي عمل آخرَين، وكيف لها أن تحتل الجزء الأكبر من معايير النجاح والإنجاز في محور الشغف المشترك. حين نتحدث عن العمل الجماعي الناجح فإننا نتحدث عن الروح الواحدة، أي أنه حين تمتلك عملاً تحبه ويحبه شريكك، فهذا يعني أن تتجانسا في إنجازه بطريقة تجعلكما كالروح الواحدة، وكيف أن لكل منكما لمسته الخاصة التي تكمل لمسة الآخر، كالفكرة والكلمة والنص وروح الأداء، خاصة إن استمر

الشعور الصادق

صورة
الشعور الصادق تفصح عنه الكلمات دون النطق بها، وتبوح به الأعين دون تفسير لمحاتها، يصل للقلب دون وسيلة، يعبر بسهولة وكأن الروح دليله، يكون أشبه بالماء المنسكب من السماء على الصفاة الملساء، لا تشوبه شائبه أو يعكر انسيابه تشققات أو نتوءات كنتوءات المبررات والتفسيرات، ينطلق نقيّاً ويستقر نقيًّا. الشعور الصادق لا يتفلّت ويختبئ حتى تجيئ لحظة تدعى اللحظة المناسبة، هو يُخلَق في لحظته ويصل في لحظته ويموت في لحظته، فهو لطيف لدرجة لا نتصوّرها، لا يقاوم التهشيم أو التهميش، فإما أن يطيل البقاء أو يرحل للفناء. ومتى ما أذنّا لذلك الشعور الصادق بأن يتحرر من دواخلنا في لحظاته الذهبية، كلما كنا له أوفياء، نعي مدى حساسيّته الهشة وقيمته الفذة في آن واحد، وسرعة فقدانه من دواخلنا في حال تجاهلنا له، سواء كان صادراً منّا أو ممن سوانا إلينا. ولربما كانت صورة الشعور الصادق الأصل تتجلى في البدايات بشتى حكاياتها، كوننا نبدؤها أحراراً بعيدين عن قيود التبرير وأنفة النفس والكبرياء، فتعج تلك البدايات بصادق المشاعر في شكلها الخام، قبل أن يشوهها النضج والحذر وبعض الصدمات التي قد تحيلها إلى حُطام، فيظل كلٌ منا

محصّلة الألم والنضج

صورة
ننشأ في بادئ حياتنا في دائرة فارغة وخالية من التجارب، حتى نخوض الحياة بخطواتنا الأولى عبر مرحلة أولى في دائرة متواضعة من التجارب والمحاولات والتعرف على أناس جدد، حينها نبدأ بالتشكّل، وتقييم الحياة من خلال تلك المرحلة الراهنة، بل وتقييم الناس والأصدقاء اعتماداً على دائرة محصورة فقط على نمط الأشخاص الذين احتككنا بهم في مرحلتنا تلك. والتي قد تكون المرحلة الأسهل والأسعد بالنسبة لنا، فنعوّل عليها كل ما هو آت. حتى نجدنا نقف على مشارف نهاية تلك المرحلة والولوج في دائرة أخرى ومرحلة أخرى تحتم علينا سلوكها لاستكمال دروب الحياة العلمية أو العملية أو الاجتماعية، فنمتزج بمشاعر أخرى قد تناقض سابقتها في المرحلة الماضية وتختل معها نظريّاتنا التي قد ظنناها ثابتة عن أنماط الناس وخيرها وشرها وعن الحياة والسعادة والبؤس، ونظل هكذا دواليك، حتى المرحلة التي تليها. إننا نقبع في دوّامة تدعى دوّامة الألم والنضج، فنظل نترنّح بين تلك الموجتين، وما إن نستقر في السعادة، حتى يهزنا الألم مجدّداً، ثم يضمّدنا النضج، لتخلق السعادة مجدّداً. نظريّة الدوران تلك، هي أبسط تفسير لما يجري لنا في هذه الدنيا، نحن