المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٢

إحدى عشر سنة تدوين

صورة
  أن تكون مدوّن، أي أن تكون مخلص، مخلص للمعاني العابرة، وللتفاصيل التي لا يكترث بها كثير من الناس، مخلص للحظة، وللكلمة، وللنغمة، وللصورة، وللنكهة، وللضحكة، وللدمعة، ولكل ما عبر في الحياة، لكنه استقر في داخلك، ستكون مخلص له. هذه سنتي الحادية عشر مع التدوين، مع العيش مخلصة لحياتي، من خلال كلماتي. خلال هذه السنة، لحظت تفرّع الرغبة التدوينيّة في داخلي، والتي أخذت بي من منزلي الذي أنثر فيه كلماتي، إلى منازل أخرى تطل على المعاني التي أود التدوين عنها لكن بإطلالة مختلفة، فقمت بإنشاء ( قناة يوتيوب ) أوثّق فيها تفاصيل منوّعة واعتياديّة، لكن بطريقتي الخاصّة، كما قمت بفتح ( قناة صوتية ) في ساوند كلاود لنفس الغرض. فلقد التمست فيّ حسًّا إضافي لتوثيق المرئيّات والصوتيّات، وكانت تلك الرغبة ملحّة بشكل كبير، لدرجة ارتباطها بالمعاني التي أود الكتابة عنها، وكأنها ستكتمل بها. على كل حال، لم يؤثر ذلك قط على حبّي وولائي وانتمائي للتدوين الكتابي، بل كان متفرّعًا منه، وغير منفصل عنه، فكانت تلك الصوتيّات والمرئيّات تابعة لمحتوى التدوين الكتابي هنا، فهو الأصل الذي غرست فيه المعاني، ونمت فيه سيقان الأماني، و

ماذا يعني أن تكون بسيطًا ؟

صورة
  هل من المعقّد في الوقت الراهن أن تكون بسيطًا؟ هل من المعقّد أن تستبدل حاجتك للشيء إلى حاجتك للشعور بالشيء، هل من المعقّد أن تقتنع بأن قطعة الكعك الصغيرة بنفس لذة كعكة ذات ثلاثة طوابق؟ ربمـــا، ولكن ذات السؤال يوحي لي بأن نقيض البساطة نفسها هو التعقيد، البساطة مرادف للانبساط والانسيابيّة والطلاقة والانطلاقة، أما نقيضها فهو التعقيد والتكلّف والانقباض والانكماش. وكأنك تعقد بينك وبين الأشياء عٌقد، تنأى بك عن مرونة تلقّيها والتعاطي معها بأقل ما يمكن من الكلَفَة. فأن لا تكون بسيطًا، يعني أن لا تمتلك انبساط وانسيابيّة تجاه معطيات الكون والكائنات. أشرت للوقت الراهن في البداية كوني أرى بأنه وقت يعج بالنقائض (التي تشكّل ذلك التعقيد المضاد للبساطة)، كالأمور التافهة المسيطرة، والأمور العظيمة المهمَلة، والكثير مما لا يمكن تفسيره على محمل الجد أو حتى الفكاهة، فنحن اليوم نعيش واقعًا افتراضيًّا، وافتراضًا واقعيّ! فربما من الصعب على نفوسنا البشريّة (التي أؤمن بأن مبتدأ تشكيلها وأصل جوهرها هو البساطة) أن تتغلب على تعقيدات الزمان والمكان الراهنيَن، ومحاولة أخذ الأمور على محمل الانبساط، الذي لا يكون م