المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢١

أنا والهواء

  أنا والهواء، وقليلٌ من بكاء.. قد استحال كثيرًا بعد الإنصات لأغنية عابرة نبشت جرحًا ظننته محض توافه متراكمة، لكنه لم يكن كذلك.. أشعر بتلك العواطف وهي تهزني بلطف ككف أم تنفض عن صغيرها ثقل شرقته وغصّته..   أشعر بذلك الدمع وهو يتشكّل تحت جفنيّ، ثم يتقاطر، شعورًا..شعور. وأشعر بتلك الخفّة التي تحيط بي وتبارك التخفف مما أثقلني، والذي كان يحول بيني وبين التبسّم والنشوة. وشاحي يرفرف بخفّة حولي، يعانق عنقي، ويبعثر شعري بفعل النسيم، وكأنه يحاول احتضاني، وقدماي تأبيان المسير، لأقف في مكاني، وأواجه عواطفي وأمارس حزني. كم أنا مرهفة تحت سطوة الشعور، وكم تبدو السماء صافية، وحانية، وهي ترمقني وتشهد بكائي، ولا تؤنبني لذلك، بل ترسل المزيد من الهواء، لأتنهد. فكل شيء يبدو قاسيًا في هذه اللحظة، الظروف، والأمنيات، والأصدقاء، والغرباء، والعابرين، والحكايات، كل شيء يبدو مُكلفًا لأن تواجهه وتعطيه من ثمن روحك وقلبك.   كل شيء يبدو أكبر منك، حين تستصغر حزنك، وتزعم بأنك بخير، وبأنك تقدر، وتستطيع. لذا ظللت وحدي، أنا والهواء.. وقليلٌ من بكاء.. قد استحال كثيرًا.

17 مارس | عشر سنوات تدوينيّة

صورة
  اليوم يصادف الذكرى العاشرة لمدونتي العزيزة، في الحقيقة كنت أظنها الذكرى التاسعة لكنني اكتشفت الخطأ الذي ارتكبته في عام 2016 حين كررت الذكرى الرابعة مرتين، مما اضطرني بالأمس لتعديل تلك الذكرى المكرّرة وما تلتها من تدوينات ميلاد مدوّنتي لتواريخها الصحيحة. من المخجل أنني اقترفت ذلك في حق منزلي الزهري، لكنني ربما لم أكن في حالة من التركيز والإقبال على التدوين في تلك السنة، وقد أحتسب ذلك عذرًا لي لا مبرّرًا. فأنا شخص يقدّر ممتلكاته، والتواريخ التي تهمّه، ومواعيد الذكرى والميلاد الخاصّة به. وبتعديل الرقم من التسع سنوات إلى العشر، وجدتني أقف أمام رقم كبير، رقم صعب، أو لنقل رقم خلق منّي إنسانة شعرَت لوهلة أنها ذات خبرة تشفع لها أن تنطق بهذا العدد في محفل ما، أو توثيقه في شهادة مؤطّرة ببرواز ذهبي. عشر سنوات من التدوين، يا الله، كيف مرّت، وكيف كانت رائعة، فعلًا، التدوين رائع يا أصدقاء. رائع لدرجة أنه يجعل منك رحّال، يقطع جزره الخاصّة، ويوثق صورها، ويتخطى منعطفاتها، ويبحر في شطآنها، ويتغنى مع طيورها، يواجه مخاوفها، ويكتشف تحدّياتها، وينال كنوزها. رحلته الخاصّة تلك تجعله يمارس العزلة مع مجتمعه