المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٤

لا غير ..

صورة
يهفو قلب من لا يملك من الدنيا سوى سقفُ خشبيُّ واهن و دعائم ترفعه لأن يحويه منزلُ يليق .. منزلُ لا غير .. و يسعى صاحب المنزل المتواضع لمن يؤنسه فيه من زوجة و أطفال .. أسرة و لا غير..و يشغف من يملك منزلاً لأن يكون كما يتمنى أفراد عائلته المتواضعة ذو ألوانٍ و أثاثٍ جميل .. و لا غير .. و يتمنى صاحب منزلٍ جميل و أسرة سعيدة لو أنهم يكونون كما يكون البعض فيلتحق الأبناء في أرقى الجامعات و تنال الأم كل جديد من الصيحات .. و لا غير .. و يرى كمال سعادته من يملك المنزل و الأسرة و المال لو أنه كان أقرب لمنصب أعلى و كرسيّ أكبر .. أن يرتقي و لا غير .. و يرجو صاحب المنزل و الأسرة و المال و المنصب .. أن يكون له أكثر من منزل هنا و هناك فيقضي الصيف شرق الأرض و الشتاء في جنوبها .. و لا غير .. و يجتهد  صاحب المنازل و الأسرة و المال  و المنصب أن يمتلك قصراً فارهاً يليق بمنصبه الكبير و أمواله المتدفقه .. و لا غير .. ويبدو صاحب المنازل و الأسرة و المال و القصور هادئاً شاحباً ليس كما ظن أنه سيكون .. حين يحيط به كل هذا .. ليدرك أنه لم يكن مع الله حين كان يفكّر فيما يريد .. لم يكن مع الله حين هفا قلبه و

كن معي

صورة
أحياناً كثيرة لا نفتأ أن يُشرّع باب ريح وسط قلوبنا .. حتى يُشرّع الآخر... فيبدأ شتاء القلب القارص ..نبدو كمن يمسح دمعته .. لتنذر نزول الأخرى .. و من يحبس كلمته لتتوالد الكلمات و الكلمات فالحكايات... أحياناً نكون أحوج ما نكون لإيمان نقيّ و دافئ يحمينا من نغزات الرياح حولنا... يحتضننا بشدة كي نبكي بكل ما أوتينا من إخلاص و يقين .. بأننا لسنا وحدنا و هناك من ينظر إلينا بلطف كبير .. و يعلم قدر الشعور الصغير... الذي نراه كبيراً فيحجب عنّا كل شيء .. يا رب كن معنا حين يكتظ القلب .. حين لا نجد عند الجدار باباً ينتشلنا .. حين لا نرى حولنا ما يرشدنا .. يا رب كن معنا حين يسلبنا الزحام .. فتنجرف الأقدام .. غير آبهين بالوجهة .. يا رب كن معنا حين ينسكب الشعور من   أسفل أجفاننا أدمعاً خفيّة .. لكنّها لك جليّة ... يا رب كن معنا في كل حين.

15 أبريل – و تحقيق حُــلُــم

صورة
    في هذا اليوم كان حفل تخرجي من البكالوريوس .. رغم أن الحفل قد أتى في المنتصف أي بعد البدء و قبل الانتهاء فلم نزل في خضم الدراسة .. و كان في مصادفة شعورنا المبهم تجاه التخرج ذاته .. إلا أنه قد كآن...لم أكن لأرسم صورةً ما عن حفل تخرجي بدقة ..إلا أنني أطلقت شعوري هكذا بشكلٍ مبهمٍ تماماً حتى حانت لحظته... كنا نصطف جميعنا بلونٍ أزرقٍ متّحد لنجلس متأملين خشبة المسرح لتكشف لنا ما خبأت .. كنا نجهل بعض فقرات الحفل و تفاصيله .. فكان وقعها أكبر على قلوبنا .. لم أتمكن من الجلوس بقرب صديقتي و بقية الرفيقات فقد كنا متناثرين حسب أحرفنا الأبجدية لكنني سرحت في الحفل وطرت..بعيداً أجل..ليس كما يظن البعض أو ظنناه نحن .. حفلُ رتيب و كلمات طويلة منمّقة برسميّة .. كان حفلاً حاضراً بقلوبنا قبل أن نحضره نحن .. بأجسادنا... استمعت لكلمة صديقتي عنّا كخريجات وسط أجواءٍ من صمت و سمت .. وسط نورٍ باهت و صوتٍ خافت ..  ليعمّ صوت الكلمة مسامعنا جميعاً..لتبدأ بعدها أصوات أسمائنا واحدةَ تلو الأخرى فتعتلي خشبة المسرح مستلمة تهنئتها  المغلّفة بالإنجاز .. على مرأى من أمهاتنا و قريباتنا .. لحظات مختلطة منها

" وجــــده "

صورة
                                قبل أيام حدثتني فتاة تدرس في أمريكا عن مقال قرأته في صحيفة جامعتها هناك و الذي كتبته إحدى العربيات...تكلمت في هذا المقال عن فيلم وجده و أشادت بتميّزه و انبهار الأغلبية به خصوصاً أنه تم تصويره في السعودية تحديداً... قد أخبرتني بأنها تعجبت من ذلك خاصة حين نشر المقال في الصحيفة وسط مجتمع أمريكي وكأنها الفرصة للفخر بذلك..  فيلم وجدة هو فيلم سعودي لمخرجة سعودية و قد حصل مؤخراً على جائزة الأوسكار الشهيرة مما أحدث ضجة إعلامية تفوق كونه فيلم تم إخراجه بجهد قد يستحق الفوز عن كونه فيلم سعودي في ذات الوقت...أنا ممن انبهروا كذلك ... ففكرة تنافُس السعودية في مجال سنمائي كالأوسكار يجبرك على التوقف...بعيداً عن صيت الفيلم و الانبهار بالفيلم..ما هو الفيلم..؟؟ الفيلم حكاية طفلة عشقت دراجة و كأنها تعشق الحرية و أصرّت على نيلها رغم كل شيء و الفيلم أكثر من ذلك...لكن المحك هو تصريح المخرجة بأنه دعوى لإثبات قدرة النساء على التغيير و كسر قيود التقاليد و المجتمع المحافظ و العزم على التغيير ... و لتعريف المجتمعات الشرقية و الغربية بما وراء هذا المجتمع المغلق!! الذي يوق

سأبكي وحدي

صورة
   بعيداً عن الضجيج و الضجر .. بعيداً عن متاهات السفر .. بعيداً عن ما يسلبُ نشوتي و ضحكتي من بين كفّيّ...بعيداً ما تضيق به عينَيّ .. بعيداً عن كل الزوايا الممتلئة... عن الأبواب التي أغلقها فتفتح...بعيداً عن الأقنعة التي نُرغَم لبسها...بعيداً عن لفائف الكلام التي لا نتقن نسجها...بعيداً عن ما يسلبني مني .. بعيداً عن ما يبعدني عني .. بعيداً  عن الجدران المتهاوية .. و عن الستائر البالية .. بعيداً عن الهراء.. و أرق المساء .. بعيداً عن كل شيء..سأبكي وحدي.