المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٣

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

صورة
  هذه التدوينة تجربة ذاتيّة أشارك فيها خلاصة الأشهر الماضية التي عشتها مع محاولات جادّة وعميقة لفهم حقيقة نفسي أكثر، أكتبها وكلّي أمل بأن تلامس أي فرد ينوي (بكل صدق) الإجابة على تساؤلاته إن كان يعيش حقيقته أو لا في فترته العمريّة الحاليّة، فطرح مثل هذا السؤال بصدق هو شرارة الغاية، والسعي للإجابة عليه خير وسيلة، دونكم خطوات تفيد في معرفة حقيقة النفس، رتبتها حسب التدرّج الزمني والمرحلي الذي عشته، وبإمكانكم قراءتها كأجزاء في أكثر من جلسة لاحتوائها على وسائل عمليّة تطبيقيّة تحتاج لوقت.   لا تقرأها إلا إن كنت مقتنعًا وجادًّا في معرفة نفسك أكثر، وتكون راغبًا فعليًّا بأن يكون القادم من حياتك يشبهك أكثر، تنسجم معه أكثر، وحقيقي أكثر. الخطوة الأولى| انتبه لشعورك بالكركبة: في أواخر شهر فبراير الماضي كنت أقضي أيامي في إجازة من العمل، كانت تلك الإجازة مختلفة بعض الشيء، بدأت بشعوري بالكركبة وبعدم الانسجام مع التفرغ بعد الزحام وعدم التأقلم مع ذهن يخلو فجأة من مهام آليّة لا تكف عن الإلحاح لأشهر متتالية، القفز مباشرة للمتعة والإنجازات المفيدة ومضاعفة الدوبامين لم يكن حلًّا، ففترة العمل الطويلة كانت

ذكرى الميلاد - شمعة لا تنطفئ

صورة
الليلة هي ذكرى ميلادي، يسعني الآن أن أطفئ شمعة الثانية والثلاثين وأنا متّقدة بشموع ساطعة في الداخل، بهيّة وحقيقيّة، ممتنة لله عليها. أخذتني هذه السنة في تجارب كثيرة لست أنوي سردها بحذافيرها، لكن الأيّام عمومًا تضعك في مواضع تبدأ في التفكير بحيرة في دورك فيها، ماذا تريد منك وماذا تريد منها، الأصوات المتعددة في الخارج تضعف صوت الداخل الذي يخبرك أصلًا بدورك، ولا سبيل لتمييز هذا الصوت إلا بالفرار إلى السكون، ليس المقصد سكون المحيط بل سكون النفس. أن تهتدي لأن تجدك في وسط دوّامة، أن تحظى بالوضوح وسلامة العيش، أن تتقبّل فتَقبل وتُقبَل، ألا تأخذ وقتًا طويلًا في التردد، أن تكون انسيابيًّا في خياراتك واثقًا من مبتغاك واحتياجاتك ولستَ مُنقادًا نحو اتباع جلّ رغباتك، أن تصدُقَ نفسك وتعلم أن الأمر قد يشكُل عليها فعلًا وأنها ليست مرشدك بل هي بحاجة لمن يرشدها، أن تدرك أن الأمور ليست ما يبدو خارجًا بل كل ذلك معوّل على الداخل، هذا ما قصدته بالشموع الداخليّة! تلك الشؤون الداخليّة في النفس كانت بحاجة إلى مساحة في نهاية كل يوم كي ترتّب ما تبعثر منها، كانت أغلب أيّامي تنتهي بالولوج ليلًا إلى حجرتي، تلك المن